يعيش الإنسان المعاصر فترة فارقة في تاريخ
البشرية، وصل فيها العلم إلى آفاق سامقة من المعرفة، كشف فيها الكثير عن
أمور كانت تعد من الغيبيات (مثل أن لكوننا بداية، وأنه نشأ من عدم)؛ حتى
لقد صارت الفيزياء تعيش في تخوم الميتافيزياء..
في كل
ليلة، ونحن نيامٌ، نعيش مؤقتاً حالة من الصَّمم والبكْم والعمى، مرتخين ومن
دون دفاع، يقوم دماغنا بتشكيل الأفكار والصور والأصوات، والأحاسيس، ويبلور
تلك السيناريوهات العجيبة والغريبة التي نشهدها ونشارك فيها. تقتلعنا
اليقظة بعنْف من هذه الصور الليلية، ولا يبقى في ذهننا أحياناً إلا الذكرى
الغامضة لعالم مغايرٍ أبصرنا بعض مظاهره.
نحن إذن نحلم من غير أن نعرف كيف نمارس ذلك، إنه كتاب ممتع لكل من يريد سبر أغوار الحلم وتحليله.